أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن خير الناس في الناس، هو من تعلم القرآن الكريم ابتغاء وجه الله الكريم، وقام ببذل تعليمه لعامة المسلمين إقراء وتفسيرا وبيانا لحلاله وحرامه، وعملا به رجاء ما أعده سبحانه لخدامكتابه، فهم أهل الله وخاصته، فإن لله أهلين، هم أهل القرآن العظيم يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فيما رواه عنه ذو النورين عثمان بن عفان –رضي الله عنه-:
"خيركم من تعلم القرآن وعلمه وسنقوم بتعداد أهم آداب معلم القرآن ومتعلمه بصورة موجزة وذلك على النحو التالي:
1- أن يقصد المقرئ، والقارئ أن يبتغيا بعملهما رضا الله عز وجل، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ([3]) وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } [البينة:5]، وهي الملة المستقيمة. وقد روي عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: "إنما يحفظ الرجل على قدر نيته" وعن غيره: "إنما يعطى الناس على قدر نياتهم" فينبغي عليك يا طالب العلم، وطالب القرآن، ألاَّ تقصد بتعلم القرآن التوصل إلى غرض دنيوي زائل من مال أو رياسة أو وجاهة أو ارتفاع على أقرانٍ أو ثناء عند الناس، أو صرف وجوههم إليك .
2- ينبغي على المعلم أن يحذر طلب كثرة المشتغلين عليه والمختلفين إليه، ثم لابد أن تكون طويته سليمة على إخوته من المعلمين فلا يحزن ولا يكره قراءة من يقرأ عليه على غيره من إخوانه المعلمين، بل علامة الإخلاص: أن يسر ويفرح بفضل الله العظيم الذي شمل جميع المشتغلين بكتاب الله عز وجل.
3- ينبغي للمعلم: أن يَتَخَلَّقَ بأخلاق القرآن والخلال الحميدة التي جاء بها الشرع ويأتمر بأمره وينتهي بنهيه، وليتصف بمحاسن الأخلاق من طلاقة الوجه بغير مبالغة ، والحلم والصبر على المتعلم، واجتناب الضحك، والأخذ بالوظائف الشرعية من التنظف والاستياك ، وغيرها ، وعليه أن يكون ذاكرا لله عز وجل على كل أحيانه، لا سيما أذكار الصباح والمساء، وغيرهما من أنواع الذكر المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم .
4- ينبغي على المعلم: أن يرفق بمن يعلمه، وأن يرحب به، ويحسن إليه، وأن يلين عريكته له لكي ينتفع المتعلم منه، ثم عليه أن يبذل طاقته، ومبلغ علمه في إرشاد تلميذه، ويتخذ أساليب التعليم التي تناسب الطلاب، وعليه أن يستخدم الوسائل الحديثة في التعليم كالأشرطة ووسائل الإيضاح ، وأن يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.
5- ينبغي على المعلم أن يهتم بالطالب، ويهتم بشؤونه ومصالحه اهتمام الأب بابنه، وأن يعذره إن جفا الطالب أحيانا، وليقم بتأديبه، بتوجيه لطيف لين بما يتضمن التواضع، وعدم التعالي على المتعلم.
6- على المعلم أن يعوِّد الطالب على أن يأخذه بالآداب السنية، والشيم المرضية، وبحثه على الصدق، والإخلاص، ومراقبة الله عز وجل في جميع اللحظات.
7- ينبغي على المعلم والمتعلم أن يصون يديه حال الإقراء والقراءة عن العبث، وعينيه عن تفريق نظرهما من غير حاجة، وأن يقعد على طهارة مستقبل القبلة، وأن يجلس بوقار المتكلم مع الله عز وجل.
8- ينبغي للمتعلم أن يتواضع هو بالمقابل لمعلمه، ويتواضع للعلم، وأن ينقاد لمعلمه، وألاّ يناقشه إلا بأدب جم، فإن المعلمين هم ورثة الأنبياء، وبقدر ما يقدر التلميذ معلمه بقدر ما ينتفع بعلمه، وأن ينظر لمعلمه بعين الوقار، وقد الشاعر: العلمُ حَرْبٌ للفتى المُتَعَالي كالسيل حربُ للمكان العالي وقد كان بعض السلف الصالح إذا أراد الذهاب لمعلمه تصدق بشيء، وقال: "اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تُذْهِبْ بَرَكَةَ علمه مني". قال الربيع –تلميذ الإمام الشافعي-: "ما اجترأت أن أشرب الماء، والشافعي ينظر إلي هيبة له". قال أمير المؤمنين –علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-: "من حق العالم عليك أن تسلم على الناس عامة، وتخصه دونهم بتحية وأن تجلي أمامه، ولا تشيرنَّ عنده بيدك، ولا تغمزنَّ بعينيك، ولا تقولن قال فلان خلافا لقولك، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا تشاور جليسك في مجلسه… ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تعرض عنه –أي لا تشبع من طول صحبته - "
.
9- ينبغي على المتعلم ألاّ يرفع صوته في حَضْرَة مُدَرِّسِه رفعا بليغا لغير حاجة مستمع، ولا يضحك، ولا يكثر الكلام من غير حاجة، وأن يكون مصغياً لمعلمه كل الإصغاء، ثم عليه أن يصبر على جفاء معلمه، وقد قالوا: "من لم يصبر على ذل التعلم بقي عمره في عَمَاية الجهالة، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة"، وقد أثر عن ابن عباس –رضي الله عنهما-: "ذَلَلْتُ طالبا، فَعَزَزْتُ مَطْلُوبا"، وما أحسن ما قال الشاعر: مَنْ لم يَذُقْ طَعْمَ المَذَلَّة ساعةً قَطَعَ الزَّمَانَ بِأَسْرِهِ مَذْلُولاَ على طالب العلم أن يواظب على الحضور للدرس في المسجد والمدرسة والجامعة وغيرها من أماكن طلب العلم، وأن لا يغيبن إلا لعذر قاهر، أو حاجة ماسة تمنعه من الحضور كمرض ونحوه، ثم عليه أن يجتهد في تحصيل العلم، وذلك وقت الطلب في الصغر السن، قبل أن يأتي يوم لا يتسنى له ذلك لكثرة الشواغل وقلة الأوقات، لذلك يقول عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: "تَفَقَّهُوا قبل أن تُسَوَّدُوا" أي: اجتهدوا في كمال أهليتكم، وأنتم أتباع، قبل أن تصيروا سادة، فإنكم إن صرتم سادة متبوعين امتنعتم عن التعلم لارتفاع منزلتكم، وكثرة شغلكم، وهو معنى قول الشافعي: "تَفَقَّهْ قَبْلَ أن تَرْأَس، فإذا رَأَسْتَ فلا سبيل للتَّفَقُّهْ".
10- ينبغي على المتعلم أن يحمد الله عز وجل إن أصاب خيرا، وأن لا يغترن، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وأن لا يحسد أحدا من فضل الله.[
"خيركم من تعلم القرآن وعلمه وسنقوم بتعداد أهم آداب معلم القرآن ومتعلمه بصورة موجزة وذلك على النحو التالي:
1- أن يقصد المقرئ، والقارئ أن يبتغيا بعملهما رضا الله عز وجل، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ([3]) وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } [البينة:5]، وهي الملة المستقيمة. وقد روي عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: "إنما يحفظ الرجل على قدر نيته" وعن غيره: "إنما يعطى الناس على قدر نياتهم" فينبغي عليك يا طالب العلم، وطالب القرآن، ألاَّ تقصد بتعلم القرآن التوصل إلى غرض دنيوي زائل من مال أو رياسة أو وجاهة أو ارتفاع على أقرانٍ أو ثناء عند الناس، أو صرف وجوههم إليك .
2- ينبغي على المعلم أن يحذر طلب كثرة المشتغلين عليه والمختلفين إليه، ثم لابد أن تكون طويته سليمة على إخوته من المعلمين فلا يحزن ولا يكره قراءة من يقرأ عليه على غيره من إخوانه المعلمين، بل علامة الإخلاص: أن يسر ويفرح بفضل الله العظيم الذي شمل جميع المشتغلين بكتاب الله عز وجل.
3- ينبغي للمعلم: أن يَتَخَلَّقَ بأخلاق القرآن والخلال الحميدة التي جاء بها الشرع ويأتمر بأمره وينتهي بنهيه، وليتصف بمحاسن الأخلاق من طلاقة الوجه بغير مبالغة ، والحلم والصبر على المتعلم، واجتناب الضحك، والأخذ بالوظائف الشرعية من التنظف والاستياك ، وغيرها ، وعليه أن يكون ذاكرا لله عز وجل على كل أحيانه، لا سيما أذكار الصباح والمساء، وغيرهما من أنواع الذكر المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم .
4- ينبغي على المعلم: أن يرفق بمن يعلمه، وأن يرحب به، ويحسن إليه، وأن يلين عريكته له لكي ينتفع المتعلم منه، ثم عليه أن يبذل طاقته، ومبلغ علمه في إرشاد تلميذه، ويتخذ أساليب التعليم التي تناسب الطلاب، وعليه أن يستخدم الوسائل الحديثة في التعليم كالأشرطة ووسائل الإيضاح ، وأن يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.
5- ينبغي على المعلم أن يهتم بالطالب، ويهتم بشؤونه ومصالحه اهتمام الأب بابنه، وأن يعذره إن جفا الطالب أحيانا، وليقم بتأديبه، بتوجيه لطيف لين بما يتضمن التواضع، وعدم التعالي على المتعلم.
6- على المعلم أن يعوِّد الطالب على أن يأخذه بالآداب السنية، والشيم المرضية، وبحثه على الصدق، والإخلاص، ومراقبة الله عز وجل في جميع اللحظات.
7- ينبغي على المعلم والمتعلم أن يصون يديه حال الإقراء والقراءة عن العبث، وعينيه عن تفريق نظرهما من غير حاجة، وأن يقعد على طهارة مستقبل القبلة، وأن يجلس بوقار المتكلم مع الله عز وجل.
8- ينبغي للمتعلم أن يتواضع هو بالمقابل لمعلمه، ويتواضع للعلم، وأن ينقاد لمعلمه، وألاّ يناقشه إلا بأدب جم، فإن المعلمين هم ورثة الأنبياء، وبقدر ما يقدر التلميذ معلمه بقدر ما ينتفع بعلمه، وأن ينظر لمعلمه بعين الوقار، وقد الشاعر: العلمُ حَرْبٌ للفتى المُتَعَالي كالسيل حربُ للمكان العالي وقد كان بعض السلف الصالح إذا أراد الذهاب لمعلمه تصدق بشيء، وقال: "اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تُذْهِبْ بَرَكَةَ علمه مني". قال الربيع –تلميذ الإمام الشافعي-: "ما اجترأت أن أشرب الماء، والشافعي ينظر إلي هيبة له". قال أمير المؤمنين –علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-: "من حق العالم عليك أن تسلم على الناس عامة، وتخصه دونهم بتحية وأن تجلي أمامه، ولا تشيرنَّ عنده بيدك، ولا تغمزنَّ بعينيك، ولا تقولن قال فلان خلافا لقولك، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا تشاور جليسك في مجلسه… ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تعرض عنه –أي لا تشبع من طول صحبته - "
.
9- ينبغي على المتعلم ألاّ يرفع صوته في حَضْرَة مُدَرِّسِه رفعا بليغا لغير حاجة مستمع، ولا يضحك، ولا يكثر الكلام من غير حاجة، وأن يكون مصغياً لمعلمه كل الإصغاء، ثم عليه أن يصبر على جفاء معلمه، وقد قالوا: "من لم يصبر على ذل التعلم بقي عمره في عَمَاية الجهالة، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة"، وقد أثر عن ابن عباس –رضي الله عنهما-: "ذَلَلْتُ طالبا، فَعَزَزْتُ مَطْلُوبا"، وما أحسن ما قال الشاعر: مَنْ لم يَذُقْ طَعْمَ المَذَلَّة ساعةً قَطَعَ الزَّمَانَ بِأَسْرِهِ مَذْلُولاَ على طالب العلم أن يواظب على الحضور للدرس في المسجد والمدرسة والجامعة وغيرها من أماكن طلب العلم، وأن لا يغيبن إلا لعذر قاهر، أو حاجة ماسة تمنعه من الحضور كمرض ونحوه، ثم عليه أن يجتهد في تحصيل العلم، وذلك وقت الطلب في الصغر السن، قبل أن يأتي يوم لا يتسنى له ذلك لكثرة الشواغل وقلة الأوقات، لذلك يقول عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: "تَفَقَّهُوا قبل أن تُسَوَّدُوا" أي: اجتهدوا في كمال أهليتكم، وأنتم أتباع، قبل أن تصيروا سادة، فإنكم إن صرتم سادة متبوعين امتنعتم عن التعلم لارتفاع منزلتكم، وكثرة شغلكم، وهو معنى قول الشافعي: "تَفَقَّهْ قَبْلَ أن تَرْأَس، فإذا رَأَسْتَ فلا سبيل للتَّفَقُّهْ".
10- ينبغي على المتعلم أن يحمد الله عز وجل إن أصاب خيرا، وأن لا يغترن، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وأن لا يحسد أحدا من فضل الله.[